فضل الأخوة الإسلامية
كتبه/ سعيد محمود
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
- مقدمة الخطبة:
الحديث فيها عن مظاهر الأخوة الإيمانية التي برزت أثناء الحرب في كل المسلمين في بلاد العالم تقريبا.
1- الأخوة الإسلامية ركيزة الأمة الواحدة:
- نبذة عن هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم- لما اشتد على المسلمين الأذى، وخروجهم واجتماعهم في المدينة.
- اهتمام النبي -صلى الله عليه وسلم- بترسيخ معاني أخوة الدين في أتباعه من خلال الأقوال والأفعال الكثيرة.
- المؤاخاة التي لم يـُعرف مثلها في التاريخ (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ)(الحجرات:10)، (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ)(التوبة:71).
- أقواله -صلى الله عليه وسلم- فيهم: (تَرَى الْمُؤْمِنِينَ فِي تَرَاحُمِهِمْ وَتَوَادِّهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ كَمَثَلِ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى عُضْوًا تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ جَسَدِهِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى) متفق عليه، (الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يُسْلِمُهُ، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) متفق عليه.
2- حرمة الدعوة إلى عصبية جاهلية:
- هذا العنصر يراد منه إبراز كيف كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يرسخ معاني أخوة الإسلام بإبطال عصبيات الجاهلية.
- ذكر سبب نزول الآيات: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ... ) إلى قوله -تعالى-: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا... )(آل عمران:100-103).
- محاولة اليهود الإفساد بين المسلمين بإحياء عصبية الجاهلية، وحضور النبي -صلى الله عليه وسلم- عند الفريقين المتناحرين من المسلمين، وقوله -صلى الله عليه وسلم- يا معشر المسلمين الله الله أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم بعد إذ هداكم الله إلى الإسلام وأكرمكم به، وقطع عنكم أمر الجاهلية، واستنقذكم به من الكفر، وألف به بينكم ترجعون إلى ما كنتم عليه كفارا!! انظر التفسير.
3- القرآن يحذر المؤمنين من عصبية الجاهلية بأنواعها:
- تفصيل ذلك من خلال قوله -تعالى-: (قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ)(التوبة:24).
1- رابطة النسب إن لم تكن من خلال الإسلام فهي عصبية جاهلية: (قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ... ).
أمثلة لذلك:
- ابن نوح -عليه السلام-: (قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ... )(هود:46).
- عم النبي -صلى الله عليه وسلم-: (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ . مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ . سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ . وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ . فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ)(المسد).
2- رابطة المصاهرة: (وَأَزْوَاجُكُمْ).
أمثلة لذلك:
زوجات أنبياء: (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ)(التحريم:10).
3- رابطة القوميات والوطنيات: (وَعَشِيرَتُكُمْ).
أمثلة لذلك:
- هجرة المسلمين من مكة أرض المولد والعشيرة والوطن في سبيل الله.
4- رابطة المصالح الاقتصادية وغيرها: (وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا... ).أمثلة لذلك:
- تضحية الأنصار بأموالهم وتأثر اقتصادهم بسبب إيوائهم النبي -صلى الله عليه وسلم- والمسلمين.
- مواقف في ذلك:
لما اجتمع الأنصار ليلة العقبة بالنبي -صلى الله عليه وسلم- وكلمهم في البيعة؛ قام العباس بن عبادة بن نضلة الأنصاري -رضي الله عنه- فقال: يا معشر الخزرج هل تدرون علام تبايعون هذا الرجل؟ قالوا: نعم! قال: إنكم تبايعونه على حرب الأحمر والأسود من الناس، فإن كنتم ترون أنكم إذا أنهكت أموالكم مصيبة وأشرافكم قتلا أسلمتموه فمن الآن فهو والله إن فعلتم خزي الدنيا والآخرة، وإن كنتم ترون أنكم وافون له بما دعوتموه إليه على نهكة الأموال وقتل الأشراف فخذوه، فهو والله خير الدنيا والآخرة.
4- من ثمرات الأخوة الإسلامية:
- إذابة الفوارق المادية واعتبار التقوى هي أصل التفريق: (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ)(الحجرات:13).
أمثلة:
- زيد بن حارثة المولى يقود الجيوش وفيها الأشراف.
- سلمان الفارسي: (وَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَدَهُ عَلَى سَلْمَانَ ثُمَّ قَالَ: لَوْ كَانَ الإِيمَانُ عِنْدَ الثُّرَيَّا لَنَالَهُ رِجَالٌ -أَوْ رَجُلٌ- مِنْ هَؤُلاَءِ) متفق عليه، وأبو لهب الحسيب: (سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ).
- إشاعة التكافل والإيثار بين الأتباع: قصة عبد الرحمن بن عوف مع سعد بن الربيع عند الهجرة.
- حصن وقوة للمسلمين، سبب غزوة بني قينقاع من اعتداء اليهودي على المرأة وقتل المسلم لليهودي، وغير ذلك لمن أراد التوسع.
فاللهم أصلح ذات بيننا، وأصلح فساد قلوبنا.